الخميس، 20 ديسمبر 2012

الأمومة شعور..غير مرتبط بالقدرة على الإنجاب !!



الأمومة لغز محير , فالأنثى تولد وبداخلها شعور الأمومة  يبحث عن سبل إطلاق سراحه ليفيض على من حوله , فنجد أن البنت الصغيرة تظهر عليها علامات الأمومة قبل ظهور علامات الأنوثة , فبمجرد أن تستطيع الطفلة الصغيرة التعبير عن مشاعرها تبدأ بممارسة الأمومة على دميتها ومن ثم على أخيها الصغير وإن لم تجد فتبحث عن ابن جارتها الصغير ,فغريزة الأمومة تحركها وكأنها لا تترك لها الخيار .

 فتسلك الأنثى طريقها فى الحياة تبحث عن الحب والإحتواء , وهو أول درجة تصعد عليها حتى تصل إلى منتهى أملها وهى أن تصبح أما , ثم تخطو الخطوة الثانية وهى الزواج بمن تحب , وغالبا ما تظن المرأة أن بالزواج ممن تحب وصلت لمنتهى أملها فى الحياة ,, ولكن سرعان ما تكتشف أنه لايكفى , مازالت هناك أحاسيس سجينة تتصارع بداخلها لتخرج , تتحكم بكل جوارحها , فعيناها تتوق للنظر إلى عين طفلها وتتأمله , ويدها تشتاق لأن تلمسه وتحتضنه , وأذنها تبحث عن ضحكاته , وأنفاسها تتلهف لتختلط بأنفاسه , وقلبها يخفق شوقا لسماع كلمة أمى ..

وكأن الزمن يتوقف عند تلك الرغبة ,أريد أن أكون أما ..


ولكنها تغفل عن حقيقة أنها لا تحتاج للإنجاب لتصبح أما ,, فهى حقا أما بمعنى الكلمة , ولكنها تبحث عمن يتيح لها ممارسة تلك الأمومة , فسعادتها فى هذا العطاء , الله فطرها على ذلك .
فلو لم تكن الأمومة فطرة وغريزة , لتخلصت الأم من طفلها قبل أن تلده , من شدة ما تتعرض إليه من ألم ووهن , ما كانت الأم لتحلم باليوم الذى ترى فيه وجه طفلها, وهى تعلم أنها فى نفس اليوم ستتعرض لأكبر ألم فى حياتها ,ألم كفيل بأن يسلبها روحها فمن يطيق هذا الألم سوى الأم .



لكانت فضلت الإستقلال بحياتها بعيدا عن التقيد بأطفال صغار تتطلب رعايتهم وتربيتهم التفرغ لهم كليا وتضحى بكل ساعة بل دقيقة فى يومها من أجلهم , فهم يشغلونها حتى أثناء نومها , بل أحيانا فى أحلامها.

الأمومة لغز حير الأم نفسها , فكثير من الأمهات يتعجبن كيف يتحملن كل هذا الألم والإرهاق والتقيد والإنشغال , وكيف يزول كل هذا بمجرد ابتسامة يبتسمها طفلها فى وجهها , كيف تكون فى قمة ألمها ويأسها , ويفعل طفلها شيئا يجعلها تضحك من قلبها وكأنها لم تضحك من قبل , كيف تستهلك وتضعف مع مرور الأيام والسنين ويكفيها أن تراهم يكبرون سعداء ,فهى تستمد سعادتها من سعادتهم
لو كان شعور الأمومة مرتبط بالإنجاب , ما كنا لنسمع بقصص نساء لم يقدر الله لهن الإنجاب ولكنهن تكفلن بأولاد غيرهن وكانوا لهم خير أمهات .


فلو لم تستطع المرأة الإنجاب لأمر قدره الله لها فلتبحث عن شئ يساعدها فى إخراج هذه المشاعر الدافئة الكامنة بداخلها ,ولتحمد الله على ما آتاها ,وتثق بأن الله قد خبأ لها ما هو خير من ذلك ,فهناك نساء استطعن الإنجاب ولكن لم تتيح لهن الحياة فرصة إكمال الطريق مع أولادهن وتركوهم يبحثون عن دفء الأمومة فى كل من حولهم .


فالأم نعمة كبيرة والأمومة عطاء لا ينقطع ولا يبحث عن المقابل , فلا عجب من أن تكون الجنة تحت أقدامهن , فصبحكى الله ومساكى بالخيروالبركة يا أمى ..