الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

متهرجوش يا مسلمين






فعلا الشجرة دى شكلها جميل أوى ومبهج ومبهر أحيانا, بس مش معناها إننا كمسلمين نجيب شجر من ده اليومين دول ونزوق فيه فى البيت ونعيش جو الكريسماس . متزرعوا شجر طول السنة قدام بيوتكم وتزوقوا فيه زى مانتوا عايزين حتى هتاخدوا ثواب .

أى نعم الأفلام الأمريكية بتصور يوم الكريسماس ده بغاية الروعة , التلج الأبيض نازل بيتمرجح من السما والشجر المنور والشوارع النضيفة والهدوم الشتوى الشيك جداا وبابا نويل ماشى يوزع هدايا على إللى يقابله ببلاش والكل سعيد ومبسوط وأجواء ساحرة وخيالية أى حد يتمنى إنه يعيشها .

وأفلام العرب بتجيب أعياد المسلمين قاعدين قدام الفرن حرانين بيعملوا كحك العيد وملحوسين دقيق ,والفقرا مش لاقيين هدوم جديدة يلبسوها  وحالتهم تقطع القلب , وحوادث بتحصل أول يوم العيد , وكتر خيرهم أوى لو جابو صلاة العيد من بعيد شوية وميطولوش أحسن الناس تحب الصلاة ولا حاجة تبقى مصيبة !

بس ده بردو مش معناه إن من جوانا نفضل طقوس غير المسلمين على طقوس المسلمين

مع العلم إن طرق الإحتفال دى لم ينص عليها لا دينهم ولا ديننا , يعنى ربنا مأمرمش المسحيين إنهم يجيبوا شجر يزوقوه ولا أمرنا نجيب كحك وننقشه , كل واحد بيصنع عيده بعينه وبطريقته إللى تفرحه وتفرح إللى حواليه وتميز أيام العيد عن باقى الأيام , المهم إننا نحتفل وبس

يعنى إحنا ممكن نخلق من أعيادنا صورة تخلى كل الناس يتمنو إنهم يشاركونا فيه , ليه دايما بنستسهل التقليد وكأننا كائنات غير قادرين على الإبتكار , ليه دايما إللى بيعملوه غيرنا حلو أوى فى عينينا , وإللى بنعمله إحنا بنعمله أحيانا وإحنا خجلانين ,

أكيد أكيد ديننا أمرنا نتعامل معاهم بخلق حسن ومنبدأش بالإساءة معاهم ونعيش فى مكان واحد آمنين , وأى نعم الدين لله والوطن للجميع ,بس مش معناه أبدااااااا إننا علشان نتودد ليهم  نملى بيوتنا بشجر عيد الميلاد ونجيب لأولادنا ماسكات بابا نويل , مع العلم إن بابا نويل راجل ملتحى , يعنى إحنا لو جيبنا واحد ملتحى بجد من المسلمين يوزع على الناس هدايا فى الشارع  فى العيد هيتقبض عليه , إنما لحية بابا نويل على قلبنا زى العسل


كنت زمان بسمع المسلمين بيقولوا لبعض ولغير المسلمين فى التوقيت ده هابى نيو يير , ودا أكيد مش صح , إنما لما توصل إننا نقول لبعض " مارى كريسمس " يبقى بقينا فى غيبوبة ومحتاجين نفوق دى مش شياكة ولا تحضر .

مش محتاجة أقولكم فتاوى وكلام كبير علشان أقنعكم إن الكلام ده مخالف لعقيدتنا ,إحنا كلنا عارفين كدة كويس , 





إنما إللى أعرفه ومتأكدة منه ومش محتاج تفسير ولا تأويل عندى , إنى مسلمة وعقدتى هى عقيدة الدين الإسلامى ومدام أنا مؤمنه بعقيدة الإسلام , دا معناه بمنتهى البساطة إنى غير مؤمنه بعقيدة أى دين تانى , فمينفعش بإسم التحضر والرقى أخلط فى العقائد , إحنا عايشين فى بلد واحدة آه نعيش بسلام واحترام أى نعم , إنما عمر ما كانت ولا هتكون عقيدتنا واحدة ودا المفروض ميزعلش حد من الطرفين .

  أحب أقول لناس كتير بالبلدى كدة ومن غير كلام كبير من أختكم المسلمة , متعيشوش دور الوحدة الوطنية والمدنية ومتهرجوش يا مسلمين ......


الخميس، 20 ديسمبر 2012

الأمومة شعور..غير مرتبط بالقدرة على الإنجاب !!



الأمومة لغز محير , فالأنثى تولد وبداخلها شعور الأمومة  يبحث عن سبل إطلاق سراحه ليفيض على من حوله , فنجد أن البنت الصغيرة تظهر عليها علامات الأمومة قبل ظهور علامات الأنوثة , فبمجرد أن تستطيع الطفلة الصغيرة التعبير عن مشاعرها تبدأ بممارسة الأمومة على دميتها ومن ثم على أخيها الصغير وإن لم تجد فتبحث عن ابن جارتها الصغير ,فغريزة الأمومة تحركها وكأنها لا تترك لها الخيار .

 فتسلك الأنثى طريقها فى الحياة تبحث عن الحب والإحتواء , وهو أول درجة تصعد عليها حتى تصل إلى منتهى أملها وهى أن تصبح أما , ثم تخطو الخطوة الثانية وهى الزواج بمن تحب , وغالبا ما تظن المرأة أن بالزواج ممن تحب وصلت لمنتهى أملها فى الحياة ,, ولكن سرعان ما تكتشف أنه لايكفى , مازالت هناك أحاسيس سجينة تتصارع بداخلها لتخرج , تتحكم بكل جوارحها , فعيناها تتوق للنظر إلى عين طفلها وتتأمله , ويدها تشتاق لأن تلمسه وتحتضنه , وأذنها تبحث عن ضحكاته , وأنفاسها تتلهف لتختلط بأنفاسه , وقلبها يخفق شوقا لسماع كلمة أمى ..

وكأن الزمن يتوقف عند تلك الرغبة ,أريد أن أكون أما ..


ولكنها تغفل عن حقيقة أنها لا تحتاج للإنجاب لتصبح أما ,, فهى حقا أما بمعنى الكلمة , ولكنها تبحث عمن يتيح لها ممارسة تلك الأمومة , فسعادتها فى هذا العطاء , الله فطرها على ذلك .
فلو لم تكن الأمومة فطرة وغريزة , لتخلصت الأم من طفلها قبل أن تلده , من شدة ما تتعرض إليه من ألم ووهن , ما كانت الأم لتحلم باليوم الذى ترى فيه وجه طفلها, وهى تعلم أنها فى نفس اليوم ستتعرض لأكبر ألم فى حياتها ,ألم كفيل بأن يسلبها روحها فمن يطيق هذا الألم سوى الأم .



لكانت فضلت الإستقلال بحياتها بعيدا عن التقيد بأطفال صغار تتطلب رعايتهم وتربيتهم التفرغ لهم كليا وتضحى بكل ساعة بل دقيقة فى يومها من أجلهم , فهم يشغلونها حتى أثناء نومها , بل أحيانا فى أحلامها.

الأمومة لغز حير الأم نفسها , فكثير من الأمهات يتعجبن كيف يتحملن كل هذا الألم والإرهاق والتقيد والإنشغال , وكيف يزول كل هذا بمجرد ابتسامة يبتسمها طفلها فى وجهها , كيف تكون فى قمة ألمها ويأسها , ويفعل طفلها شيئا يجعلها تضحك من قلبها وكأنها لم تضحك من قبل , كيف تستهلك وتضعف مع مرور الأيام والسنين ويكفيها أن تراهم يكبرون سعداء ,فهى تستمد سعادتها من سعادتهم
لو كان شعور الأمومة مرتبط بالإنجاب , ما كنا لنسمع بقصص نساء لم يقدر الله لهن الإنجاب ولكنهن تكفلن بأولاد غيرهن وكانوا لهم خير أمهات .


فلو لم تستطع المرأة الإنجاب لأمر قدره الله لها فلتبحث عن شئ يساعدها فى إخراج هذه المشاعر الدافئة الكامنة بداخلها ,ولتحمد الله على ما آتاها ,وتثق بأن الله قد خبأ لها ما هو خير من ذلك ,فهناك نساء استطعن الإنجاب ولكن لم تتيح لهن الحياة فرصة إكمال الطريق مع أولادهن وتركوهم يبحثون عن دفء الأمومة فى كل من حولهم .


فالأم نعمة كبيرة والأمومة عطاء لا ينقطع ولا يبحث عن المقابل , فلا عجب من أن تكون الجنة تحت أقدامهن , فصبحكى الله ومساكى بالخيروالبركة يا أمى ..